الجمعة، 22 أبريل 2011

مذكراتي 1






كنت أكره زيارة الطبيب، و لا أحب الذهاب إلى أي مستشفى أو عيادة حكومية و أفضل العيادات أو المستشفيات الخاصة، التي لا تضع الميزان قبل دخولك عند الطبيب، و كان كثيرا ما يؤلمني أنني أذهب إليهم و أنا أعاني من حمى شديدة أو مرض متعب، و عند دخولي إلى غرفة الطبيب، لا لن أستعجل ماذا يحدث في غرفة الطبيب، سأقول ماذا يحدث عند الوقوف على الميزان، و نظرات الممرضة المقززة إلي و كأني أعاني من مرض معدي..




قبل وقوفي على الميزان هي تعلم أنني أعاني من السمنة و تتوقع أن ترى أي رقم أمامها، و تعلم أن سني في تلك الفترة غير صالح لهذا النظرات و الدهشة، و أهل الطب أعلم بالمراهقين و حساسيتهم و كذلك تعلم أن كل سمين يخاف من الميزان، لأنه لا يريد أن يعلم كم هو ثقيل، ف دائما ما يتهرب من كل ميزان أمامه..






قبل الدخول إلى الطبيب، تلومني  الممرضة على هذا الوزن و مخاطرة، بدون إبتسامة أو كلمة عاطفية من القلب إلى القلب، معاتبة . و تبدأ بكتابة وزني، و كم هو ثقيل أيضا على الملف و هي تحدق على الرقم و تهز رأسها غير مصدقة، لا أعلم هل كانت تراني رشيقة قبل أن أقوم بعملية الوزن، و ما يؤلمني أنها لم تقل لي سلامات.


 و تذهب هي و ملفي الثقيل إلى الطبيب، و أنا أنتظر حتى تتم مناداتي، و لا أريد من أحد أن يدخل معي عند الطبيب و أناشد أمي بالجلوس، لأني لا أريدها أن تسمع ما أسمعه، دائما ..
 و لا أريد أن أسمع عبارات التأييد من أمي للطبيب ..








لا اعرف لماذا كنت أكره الدخول عند الطبيب بسبب هذا الأمر و طبعا ليست أية عيادة إنما العيادات التي تتعامل مع المريض بالميزان .. ؟؟
دقات قلبي تزيد، و يبدأ الخوف يعم أرجاء بدني، و كنت دائما أردد لماذا لا أحس بأني سمينة على الرغم من أنني سمينة، و يقف قلبي فجأة عندما تناديني للدخول عند الطبيب، و بمجرد جلوسي، أرى رأس الطبيب يهتز يمينا و يسارا، و هو يتحدث عن وزني؟؟
أنا لم آتي لكي تتحدث عن وزني و إنما لكي تخفف عني الألم، وهو لا يعلم يزيده أكثر فأكثر، و يزيدني حزنا، و ترتفع حرارتي من حيث لا أعلم .. !!
يتعجب من وزني، و هو لا يرا نفسه كم هو سمين، كنت حقا متعجبة من هذا الأمر أذكر أنه كان يعاني من السمنة و كان يحدثني عن مخاطرها؟؟ كم هو غريب حال الإنسان؟؟


أنا مجرد مستمعة، أريده أن ينتهي من الحديث حتى يخفف عني، و هو يقول لي سأقوم بتحويل الملف إلى أخصائية التغذية، و كانت تعني لي أخصائية التغذية بمثابة حبل المشنقة، أي ستقوم بخياطة فمي و منعي من الأكل، و الكل يعلم أن هذا السن، و حتى أي سن أراها بالنسبة لي لا يصح معه هذا التعبير .. 
بعد أن ثرثر و قال ما يشاء من أمراض تسببها السمنة و النصائح و العتب و الإستهزاء بدأ الآن بفحصي، و كلامه أنساني ما كنت أعاني منه من تعب و حمى .. !! أتصبب عرقا من كلامه .. 
كتب لي الوصفة، و سلمني الورقة و بدل أن يقول لي سلامات، ردد الكلمة اللعينة " الرجيم " ..


خرجت و الحزن يملأ وجهي، و أمي تعتقد أنه التعب أرهقني و تأخذ الوصفة عني و تذهب للصيدلية لشراء الدواء و هي لا تعلم ما يدور في عقلي، و ما حصل معي في هذه اللحظة، و كأنني عبرت جبل عالي جدا .. !! 
و بمجرد خروجي من العيادة تنفست و تنفست، أريد أن أمنجس جسدي راحة بعد هذا التوتر.. 


لا أعرف لماذا الأطباء يعتقدون أن السمناء هم مجرد أفواه تأكل فقط و تأكل و تأكل، و لا يتم السؤال إذا أنا منذ ولادتي هكذا أو متى حصل ذلك على الرغم من أنني قبل سن البلوغ كنت لا اعاني من السمنة و لكن بعد بلوغي عانيت من السمنة .. و لا أحد سألني هذا السؤال، أو هل تعرضت لعوامل نفسية أدت إلى ذلك.. 
لا أعرف لماذا لا يتعاملون مع السمين بعقله لا بفمه و هم يعلمون أن العقل هو المدبر في الإنسان و إذا إستطاع الشخص التحكم بعقله إستطاع أن يتحكم بأكله، و كل سمين عقله هو الذي يتحكم به، فمتى إشتهى الطعام العقل فتح له الشهية و قال له كل ما تشاء و العقل يتلذذ معه، و لكن إذا قام الطبيب بإعطائي جدول بما آكله فأنا هنا أشعل النار بين فمي و عقلي، و لا أعرف من هو المدبر هل هو فمي و معدتي التي تنبض بالجوع أم هو عقلي و لكن دائما ما يقوم الطبيب بغلق الفم قبل العقل .. و أنا جربت و لم يفد معي أي شي إلى مخاطبة العقل و التحكم به.. و إقناعه بأن بما أقوم به من عادات غير صالحة لي مستقبلا.. فأنا لن أقوم بتغيير أكلي و إنما سأحاول أن أنظف أكلي و آكل كل ماهو صحي و لا أزيد عن معدل معين، و لن أجوع و لن أحرم نفسي من الطعام، و سأحاول بإخراج السموم من جسمي حتى يستطيع العقل مساعدتي و أستطيع أنا بالسيطرة عليه.. فالطعام كالمخدر للعقل، فإذا تعودت مثلا على الوجبات السريعة فستطبح كالمخدر فلاتستطيع مقاطعتها فجأة و إنما يجب تركها  بالتدريج.. أما الطبيب فيمنع و أنا لا أعمم و لكن هذا ما حدث معي مع بعض الأطباء، و ليس فقط من تعرضت لهم و إنما كل شخص أراه لا يتم تثقيفه حول الطعام و إنما وضع الجدول له و يسير حسب الجدول بدل أن يكون روتين حياته .. 


أنا اليوم ألوم الأطباء لأنهم كرهوني معنى الحصول على جسم متناسق، أنا عندما بدأت بقراءة المجلات الأجنبية و الكتب تعجبت كثيرا من أنظمتهم الرائعة و كيف يجب أن يكون هذا هو نظام حياتي الجديد، لا بأس إذا قمت بأكل قطعة شوكالاته مملوءة بالدهون و السعرات الحرارية، و لكن عليك بالتعويض بشرب الماء أو الرياضة أو القيام بأي نشاط أو حتى إذا لم تقم بأي شي، فأنت في النهاية إنسان تشتهي هذا و ذلك، و لكن لا بأس مرة إسبوعيا بأكل قطعة شوكالاته صغيرة .. 


اليوم أتعجب عند زيارتي للعيادة و يندهشون من وزني، و تبدأ الممرضة تسألني كيف إستطعت القيام بهذا هل أتبع ريجيم معين أم ماذا، و تبدأ الممرضات بالتجمع و الدهشة .. و عند دخولي عند الطبيب أو الطبيبة، تراني بكل فخر الممرضة التي قامت بوزني و إحضار ملفي،  و الطبيب مندهش و الإبتسامة تملأ وجهه و يريد فقط أن يسمع ما كنت أقوم به .. ؟؟ 


و أنا أتعجب لماذا لم يكونوا معي هكذا من البداية حتى أتشجع، هم كانوا السبب في إعاقتي، و عند وصولي إلى الهدف حيوني، و كم كنت أتمنى أن أرا هذه الوجوه الجميلة عندما كان رقمي ثقيلا على الملف، فبوزن الملف تتم المعاملة .. فكنت خفيفة على الملف، و تم الترحيب و السؤال عن الحال .. 


إلى كل طبيب، إرحم كل سمين يأتيك، فهو لا يريد منك الثرثرة و الكلام الزائد أكثر من أن تخاطبه من قلبك إلى قلبه.. قبل ان تثرثر تحدث عن حاله و ماذا يعاني، حتى تكسر الحاجز و تصل إلى قلبه، و إمنحه إبتسامة جميلة حتى يدخل كلامك إلى قلبه، و بعد ذلك إعطف عليه و تحدث إليه .. و قل له إنسى الرجيم و إبدأ حياة جديدة .. 





هناك 6 تعليقات:

خاتون يقول...

السلام عليكم...

"لا أعرف لماذا لا يتعاملون مع السمين بعقله لا بفمه"

العبارة المدرجة آنفا هي الجوهر بالتأكيد وهي الحل
الوحيد بالاضافة لــ"إنسى الرجيم و إبدأ حياة جديدة"

فعلا الموضوع اسلوب حياة على حسب
اسلوب حياتك يتحدد وزنك

حبيبتي وأنا اقرا الحوارات صار جسمي حار
وحسيت بألم أحس مشاعرج صادقة وقوية
على قولة أختي لا تزعلين تعالي ألمج

الحمد الله انه أحنا ما نوزن أبد بالمستوصف أو المستشفى إلا بحالات نادرة ومستعصية وللعمليات
وإلا فعلا جان أصابنا اكتئاب ..وجان علوم يا حلوم


موفقة حبيبتي Go ahead
^_^

AM.SA.CHANNEL يقول...

خاتون

هلا و الله فيج ..

لا شوفي أنا عادي عندي الوزن ما عندي أي مشكلة لكن المريض يدخل عشان حاله مرضية لكن يدور النقاش حول وزنة عشان جي كرهت كل عيادة فيها ميزان .. أستغرب شو سالفة الميزان في الحمى ما اعرف .. !! أنا لين الحين ما اعرف شو العبرة من الميزان يوم أدخل عند الدكتورة للمراجعة مثلا أحس ما يحتاي ممكن بسوي تحاليل يبغون يعرفون وزني .. لكن في أشياء ثانية مالها داعي ..

و شكرا لج

علايه يقول...

ذكرتيني بموقف، مع انه صار أكثر من 10 سنين،بس والله أحس بألم كل ما أتذكره

كان فيه برنامج توعيه عن النظام الصحي فالمدرسه، كان عمري 16 سنه و كنت وااايد متينه، كانوا يقايسون وزن الطالبه جدام الكل، بس محد يقدر يشوف مؤؤشر الميزان الا الطالبه اللي توقف عليه و الممرضتين الموجودات، كنت خايفه فالبدايه،بس بعدين حسيت بارتياح انه الممرضه ما تعلن عن وزن الطالبه

و يا دوري و نشيت ، و الا اسمع الممرضه تقول بصوت عالي (97؟؟) قسم بالله تمنيت لو الأرض تبلعني،حسيت باحراج موب طبيعي، و تفشلت جدام الكل، حتى الكل سكت مره وحده، و الكل تفاجأ من وزني

:( ، الله كريم

AM.SA.CHANNEL يقول...

علاية

أنا كنت أكره هالشي في المدرسة إيمعونا كم من صف في غرفة الممرضة و إتم توزن وحدة وحدة و تخلي وحدة تكتب و تقول بصوت عالي، و ما كنت أحب هالشي و كل ما كنتي أمتن كل ما تمصخرت ههههه ... و حتى الضعاف وايد تقطعوا ههههههه

علايه يقول...

مس شانيل ، ردي اكتبي مذكراتج

شو الموقف اللي هزج وخلاج تقررين تخفين وزنج؟

كم فتره خذيتي الين ما ضعفتي؟

و كيف غيرتي نمط الأكل؟

فيه شي معين امتعنتي عنه؟

هل كان بمساعدة اخصائية تغذيه؟

اكتبي بالتفصيل

AM.SA.CHANNEL يقول...

إن شاء الله فالج طيب ..